مرضٌ عضالٌ إنْ تفتشَ في القبائلِ
عن بقايا نخوة مستهلكه
لا رسمَ لي بين الخرائبِ
قد أرى اسمي
على وجه الرغيفِ موزعاً بين الجياعِ
على رصيفِ الصعلكة
هذا مكاني في كُناسِ خبائها
وأحولُ صبحاً بين قطعان الضباع
وبينها،
لي أن أرتبَ هذه الفوضى وأخلعُ
حكمة الكهان، أتبعُ
ما تعلَّمُ في المراعي زهرةُ الصبّارِ
لست لكم، أنا لي، لا أرى أحداً
سيحجبكم غبارُ المعركة.
لا منزلاً لي في مضاربكم بني أمي
ولا أهلاً هنا لي
لي سواكم من وحوش الغاب أهلٌ،
والدي ذئبٌ ووالدتي الغزالةَ
والثعالبُ أخوتي
وأنا مليكٌ والفلا لي مملكة.
ورعيتي كل الجياع وحكمتي فيهم
ستقلبُ فوق رأس المتخمين المائدة
وأنا الذي اختار السلالة فكرة
لا من أساطير القبائل
في الدماء الواحدة
هذا طريقي ينبغي أن أسلكه
.................
الشنفرة: من أهم شعراء الصعاليك العرب في الجاهلية, وهو صاحب نزعة تمرد على المجتمع, وكان له نظرة خاصة نحو العدالة وتوزيع الثروات بين الناس,وكان يعتزل الناس ويعيس في الصحراء مع وحوشها لقناعته أن هذه الوحوش أكثر رحمة من الناس.
و قيل أنه سمي بالشنفرة لغلظة شفتيه مما يشير إلى سواد لونه، وقيل بل لحدة في طبعه. عاش في البراري والجبال وحيدا حتى ظفر به أعداؤه فقتلوه قبل 70 سنة من الهجرة النبوية. تنسب له لامية العرب وهي من أهم قطع الشعر العربي وإن لم تكن من المعلقات إلا أنها توازيها في البناء والثراء اللغوي.
يقول في مطلعها:
أقِيمُوا بَني أمّي صُـدورَ مَطِيـِّكـم فإنّي إلى قَوم ٍسِوَاكُمْ لأمْيَلُ
فقدْ حَمَتِ الحَاجَاتُ وَالليلُ مُـقمِرٌ وَشُدًّتْ لِطـَيَّاتٍ مَطـَايَا وَأرْحُلُ
وَفِي الأرضِ مَنأىً لِلكَريم عَن الأذَى وَفيهَا لِمَنْ خَافَ القِلى مُتَعَزَّلُ
وقد كان الشنفرة أسرع الصعاليك حتى ضرب به المثل في العدو، ويقال فلان أسرع من الشنفرى.