قصة شهرزاد

بلغني أيها الملك السعيد



انزلق قلبه الوجل إلى قدميه المرتجفتين، دق كما تدق أجراس الكنائس أو نواقيس الحرب، تحركت حدقته المتوترة وشعر بإحساس

طفيليي فى أنامله، تمنى لو استطاع عضها ليتخلص من ذلك الشعور، قبضة الحراس التى تدفعه قد أحكمت حول معصمه لدرجة الإيلام

انحنى الحارس أمامها أشارت بإصبعها الرقيقة ليرفع رأسه ففعل

كان فى حضرتها.........فى حضرة شهر زاد

كانت تجلس على عرش ذهبى مرتدية ثوبا مخملي احمر اللون ويعلو غرتها تاجا من الجواهر التى لم تقع عينيه على مثلها من قبل_وان

لم تقع على خلافها_ شقراء كانت، تشع عينيها الزرقاوين بسحر لم_ولن_ يفهمه، لطالما تخيلها سمراء، يغطيها سحر الشرق ، ولكنها أبدا

لم تكن.

خيل إليه انه ينظر إلى أحدى تماثيل الاثنيات بقدودهن المرمرية الممشوقة، ولكنها كانت تنبض بحياة ليس كالحيوات

كان وجلا مأخوذ بذلك الجمال، كل ذلك الجلال من حولها..كان فى حضرة..شهرزاد!!

العينان الزرقاوان ينظران إليه بتمعن وريبة، تفحصته جليا ونظرت إلى الكتاب الذى بين يديه، أشارت إلى الحراس أن يتركه ففعل، فرك

معصمه المتألم وهم أن يشكرها ولكنه لم يفعل

_من أنت ومن أين جاءت؟

_أنا يا مولاتى احد الباحثين عن السحر، عن الأساطير، أنا يا مولاتى أحدى بحاري الأحلام

_إذا أنت واحد من المجانين(ابتسمت ساخرة فكانت_بالنسبة له_لوحة لا تضاهيها اى مدارس الفنون)

_فلتسمنى كيفما شئت..فمثلى لا يملك الاعتراض فى حضرة مولاتى

_فلتجلس إذا أيها البحار..أو الباحث عن السحر..أو اى ما تكن

جلس بين يديها مبهورا متقطع الأنفاس

_اخبرنى..لم جاءت إلى هنا؟

_جاءت إليك يا مولاتى انهل من أسرار الخلود لديك، اسمع قبسا من حكاياتك الرائعة

_(مالت عليه هامسة) أولم تعلم ماذا يصيب من يستمع إلى الأسرار؟

_.....

_يصيبه الجنون...ضحكت ضحكة ماجنة ثم عادت تتطلع إليه مجددا

_اخبرنى..ماذا تحمل بين يديك؟

يتذكر..ينظر إلى الكتاب، مخطوط قديم مصفر لونه، تفوح منه رائحة التاريخ والقدم

انه مخطوط وجدته فى رحلتى للبحث عن الأساطير، وأنت احدها

_أنا؟ بين الأساطير؟(قطبت مستفهمة)

_نعم يا مولاتى... أنت أهم كل الأساطير

_أراك تبالغ، أنت مفتون..أليس كذلك؟

_ومن ذا الذى لا يفتن فى محراب الجمال؟

_ابتسمت راضية) وماذا تريد أيها العاشق؟

_( قال بحماس) أريد أن اعرف ماذا كان من خبر شهريار العتيد..ماذا فعلتى ليصبح طفلا بعدما كان وحشا كاسرا؟ اهى حقا الكلمات؟

_ لا...بل هى القلوب

._.....؟

_فلتعلم أن لا شىء يهزم الرجال أكثر من قلوبهم، الحب يا عزيزي هو أكثر نقاط الضعف البشرية ويتساوى فى ذلك القوى والضعيف،

العزيز والذليل ، الملوك والرعاة

لقد سحرت قلبه وسلبت لبه، فرانى فى صحوه ونومه، ملكت عليه قلبه فأصبحت أجرى منه مجرى الدم فى العروق، امتدت جذورى بين

أظافره، فلم يستطيع منى فرار، الحب أيها الصغير الباحث عن السحر هو أقوى التعاويذ وأشدها خطرا على قلوب الرجال، فلربما خضع

الرجل لأنه يحب ولربما قتل أيضا لأنه يحب

_ولكن..

أشرت بإصبعها، كفى !! يكفيك ما حدثتك به، ولتنصرف الآن فسيدي العاشق على وشك الوصول

دفعه الحارس بيديه إلى الخارج وظل يتطلع ببصره للخلف، كانت هادئة الملامح باردة المشاعر، كانت أشبه ما يكون بتمثال اثنيا

تسلل من بين أوراق المخطوط الصفراء، كان قلبه ما يزال يقرع أجراسه وأنامله على ما هى عليه من الرجفة

_بلغنى أيها الملك السعيد ذو الرأى الرشيد، أن بعيد عن ارض البشر، حيث يتحدث الطير والحجر، كانت تعيش إحدى الفتيات التى

تعرف الماضى والآت ، وكان أبوها أحدى السحرة ، فورثت عنه السحر والكهانة

وبلغنى من أخبارها، إن أمير تلك البلاد، قد مل الحياة وسعى خلف الغموض، فذهب إليها وسألها أن تمنحه بعض السعادة

ولكنها اشترطت عليه شرطا، فإذا نفذه أرته أسرار الممالك الحاضر منها والهالك، وإذا لم يفعل...............................

وهنا أدرك شهر زاد الصبح فتململت.. وسكتت عن الكلام المباح

أغلق مخطوطه القديم وتطلع إليه فى ذهول.. لم يكن لينام هذه الليلة.. ولا اظنه سينام فى غيرها من الليالى.

مشكور اخي على القصه الحلوه

يعطيك العافيه يا علي على القصة الجميله

لهدرجه الزلام اضعاف