فضل عشر ذي
الحجة
1- أن الله تعالى أقسم
بها:
إذا اقسم سبحانه بشئ دل عظم مكانته وفضله ، قال تعالى: {والفجر (1)
وليال عشر} [الفجر : 2،1] والليال العشر كما قال جمهور المفسرين هي العشر من ذي
الحجة.
***
2- أنها الأيام المعلومات التي شرع الله فيها
ذكره:
قال تعالى: {ويذكروا اسم الله في أيام معدوات على مارزقهم من بهيمة
الأنعام} [الحج:28] واتفق جمهور العلماء على أن الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة ،
منهم ابن عمر وابن عباس.
***
3- أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم شهد لها بأنها أفضل أيام الدنيا:
فعن جابر رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( أفضل أيام الدنيا العشر – يعني عشر ذي الحجة-
قيل: ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال: ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفّر وجهه
بالتراب )) [رواه البزار وابن حبان وصححه الألباني] .
***
4- أن فيها يوم عرفة :
ويوم عرفة هو يوم الحج الأكبر ويوم
العتق من النيران ، فعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((
ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدأ من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم
يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟ )) [رواه مسلم]
وعن ابن عمر أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: (( إن الله تعالى يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة،
فيقول: انظروا إلى عبادي، أتوني شعثا غبراً )) [رواه أحمد وصححه الألباني].
وعن
عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلاً من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين، آية في
كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً، قال أي آيه؟
قال: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} "المائدة:
3" قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه
وسلم، وهو قائم بعرفة يوم الجمعة. [رواه البخاري ومسلم]
فهو يوم اكمال الدين
فياله من فضل عظيم ...
***
5- أن فيها يوم النحر
:
وهو أفضل أيام السنة عند بعض العلماء، قال عليه الصلاة والسلام : ((
أعظم الأيام عند الله يوم النحر ، ثم يوم القَرِّ )) [رواه أبوداود والنسائي وصححه
الألباني].
***
6- أجتماع أمهات العبادة فيه
:
قال الحافظ ابن حجر في الفتح: (( والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي
الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدة والحج، ولا يأتي
ذلك في غيره )).
فضل العمل في عشر ذي
الحجة
- عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: (( ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه
الأيام –يعني عشر ذي الحجة- قالوا: يارسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا
الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشئ )) [رواه
البخاري].
بعض الأعمال المستحبة في
عشر ذي الحجة
قال أبو عثمان النهدي : كانوا
–أي السلف- يعظمون ثلاث عشرات: العشر الأخير من رمضان، والعشر الأول من ذي الحجة،
والعشر الأول من محرم.
وكل الأعمال الصالحة مستحبة في هذه العشر المباركة ففيها
تضاعف الأجور ونذكر منها على وجه الخصوص :
***
1- أداء
مناسك الحج والعمرة :
وهما أفضل مايعمل في عشر ذي الحجة، ومن يسر الله
تعالى له الحج على الوجه المطلوب فجزاؤه الجنة، فقد قال عليه الصلاة والسلام : ((
العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة )) [متفق
عليه].
***
2- الصوم :
فهو من أفضل الأعمال
الصالحة في هذه العشر فقد أضافه سبحانه وتعالى له لعظم شأنه وعلو قدره، فقال في
الحديث القدسي : (( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به )) [متفق
عليه].
وقد خص النبي صلى الله عليه وسلم صيام يوم عرفة من بين أيام عشر ذي الحجة
بمزيد عناية، فقد قال عليه الصلاة والسلام : (( صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن
يكفر السنة التي قبله والتي بعده )) [رواه مسلم].
***
3-
الصلاة :
وهي من أفضل الأعمال وأجلها عن الله سبحانه وتعالى وأكثرها
فضلاً وأجرا، فعلى المسلم أن يكثر من النوافل بعد المحافظة على الفرائض لأنها أفضل
القربات، فقد قال عليه الصلاة والسلام فيما يرويه عن ربه: (( ومايزال عبدي يتقرب
إلي بالنوافل حتى أحبه )) [رواه البخاري].
***
4-
التهليل والتكبير والتحميد والذكر :
فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال : (( مامن أيام أعظم عند الهه ولا أحب إليه العمل فيهن من
هذه العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد )) [رواه
أحمد].
***
5- الصدقة :
وهي من جمله الأعمال
الصالحة ، وقد حث الله عليها فقال : {يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من
قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون} [البقرة].
وقال عليه الصلاة والسلام : (( مانقصت صدقة من مال )) [رواه مسلم].
وهناك أعمال كثيرة منها قراءة القرآن
وعيادة المريض والمشي مع الجنازة وإطعام المسكين، فعلى المسلم أن يكثر من هذه
الأعمال وأن يتسغل هذا الموسم ليخرج من هذه العشر وقد نال فيها عظيم الأرباح من
الكريم سبحانه ، وأي تجارة أعظم منها من التجارة مع الله تعالى وتقدس
..
*
وفي الختام..
أسألكم الدعاء لي ولوالدي ولجميع المسلمين
، تقبل منا ومنكم، ماكان من صواب فمن الله وحده، وماكان من خطأ فمن نفسي
والشيطان،
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين