:: ألم الفراق - قصيدة ::

فتحت صندوق البريد لاجد رسالة كانت قد وصلتني من أخ عزيز علي، كم فرحت برؤيتها تحمل اسمه وعنوانها يحمل اسمي ..كم كنت متلهفاً ويقتنلني فضولي لأقرأ ما فيها، فرسائله عادة ما تنسيني بعضاً من همومي وحتى إن كان يشكو لي همومه .. ولكن يكفيني سؤاله عن حالي !

فلعل الصدق الذي كان يحمله حين يكتب رسائله يصل إلى قلبي حالما أقرأها، وطمأنينة أجدها بين السطور ودفئ في رسم الحروف والكلمات.
لكني هذه المرة حينما قرأت الرسالة تعجبت .. فهي لم تبدأ كعادتها بالسؤال عن حالي كالمعتاد، بل بدأت بخبر قد اقض مضجعي .. إنه خبر الرحيل .. إنها رسالة وداع!

وليس يخفى على أحد منكم ما تحمله مواقف الوداع من مشاعر متناقضه كانت في الرسالة من عرض لأسباب هذ القرار واعتذار عمّا سبق .. وطلب للدعاء وفي النهاية قليل من محاولة الابتعاد عن كآبة الجو بنكتة ظريفة .
بقيت الرسالة أمامي مفتوحة أقرأها مراراُ وتكراراً، لا أدري ما السبب.. أهي الدهشة أم محاولة لاستخلاص جميع ما فيها من مشاعر .. أم أنني أحاول أن أرد عليه برسالة تحمل شيئاً من المشاعر والدعاء ونكتة أخرى تضفي نوعاً من المرح لتفخفف عني وعنه آلام الفراق التي لطالما لاحقتني من مكان إلى مكان ولطالما شعرت بها قبلاً.

لست أدري فعلاً ماذا أكتب رداً على رسالته .. فلقد تحشرجت في حلقي الكلمات وما عاد قلمي يطاوعني، بعد أن أعادت هذه الرسالة فتح جرحات لم تلتئم بعدُ وعاد فكري إلى الوراء قليلاً ليستذكر لحظات الفراق لأحبة كانوا لنا، تلك اللحظات التي تنسكب فيها العبرات ويتوقف فيها الكلام تعظيماً للدموع التي تفصح عن مكامن النفوس دون خداع وبلا زخرفة لمشاعر مصطنعة، إنها لحظات صدق مع النفس .. لكنها صعبة.
لا أدري إن كان ما كتبت يصلح للقراءة أو للنشر، أو أنه يصلح أن يكون " مقالة " أم لا .. لكنها مشاعر صدق فاضت حاولت أن الصقها هنا بعفوية كما هي.
وبهذه المناسبة أكتب هذه الأبيات :

ألم الفراق يؤزني ويزيدني
حزناً وهماً فوق ما أتحملُ
قالوا الوداع فقلت ما لي لا أرى
إلا الوداع رفيقي المتواصلُ
كم من صديق قد تقاسمنا معاً
فرحاً وحزناً .. حبنا متبادلُ
أفضي فيفضي .. لا أمل حديثه
أبد اللقاء عهودنا تتواصلُ
حتى أتى يوم الفراق تفطرت
فيه القلوب فدموع عيني تهطلُ
يا قاطعاً حبل الوصال وراحلاً
منك الدعاء كل ما قد أسألُ
دع عنك حزني انني في مأمنٍ
وكلت أمري للذي لا يغفلُ
إن كانت اللقيا تحال فإنها
في جنة المولى تُرام وتَؤملُ

مشكــــــــــــــــــــــور عسراوي

العفووووووووووووووو
مشكووووره على المرور