غيَرت فيًّ كل شيء
لم أعد أنا "أنا"
وكأني أصبحت شخصا آخرا أجهله
لم أعد أعرف نفسي
أوقعتني في حالة ضياع
غريق في بحر أبحث عن مرسى
تختال كعزالة في البر
ممشوقة القوام
جميلة الابتسام
خفيفة الظل
بارعة الكلام
تجعل الهموم تُنسى
لا أملك القدرة على التحديق في عينيها اللامعتين
أحاول أن أذاري نفسيًّ عنهما
كي لا أنظر
ففي عينيها سحرُ لا يقاوم
أحن إليه وكأني في منفى
فلسطينية بكل معنى الكلمة
أعشق عشقها للوطن
للبذل للعطاء
تتجاوز معها المحن
دون مشقة وعناء
تجدها مصغية دوما
تجد فيها شوق لسماعك
وتجد فيك شوق لسماعها
وكأن صوتها، صوت حسون يُشدى
في وجها الباسم أجد البراءة
أرغب في أن أحدق فيه طويلا
فيه كل معاني الجمال
عينان لا معتان
وشفتان باسمتان
وجبين شامخٌ
تُفطر إليه القلوب وتُهدى
أشتاق لها ، لصوتها ، لحضورها
لم تمر عليً كما مررن
طرقت أبوابا موصدةً في قلبي
اكتشفت لنفسها مكانا فيه
لا ترغب بالرحيل
وكأنها جاءت لتبقى
أعادت إلى ذاكرتي كل ما هو
جميل مما مضى
هو ذات الإحساس القوي
الذي يستفزك
كي تسعد وبذاتِ الوقت تشقى
وكأنها دواء الداء في جسدي
بلسم لكل الجروح
أنستني ألما اعتقدت لوهلة
أنه على مر الزمان سيبقى
أعشقتها أم أن ما فيَّ
سحابة صيف
في الخريف
ستُنسى
"خربوشه صغيره عالماشي"